في النسخة الأولى من برنامج "ستار أكاديمي" تحمس البعض لهذا البرنامج، وقالوا إنه برنامج ينمي المواهب الفنية الشابة في عالمنا العربي انطلاقا من "ست الدنيا" بيروت. آخرون قالوا إنه صنع ما لم تصنعه السياسة والفكر في تقريب العرب، وجعل عينة منهم من الخليج إلى المحيط يعيشون مع بعضهم البعض لمدة 3 أشهر، في أجواء ودية أخوية قومية لا يضاهيها شيء!
بالطبع كان هنالك معترضون قالوا إن "البرنامج الربحي" هو دعوة صريحة للانحلال والتفسخ الأخلاقي، وجاهدوا أيما جهاد على الشبكة العنكبوتية من أجل إثبات صحة ما ذهبوا إليه، وأن برنامج تلفزيون الواقع ذاك مفسد لأخلاق شبابنا وشاباتنا، إذا ما تابعوه من خلف الأبواب الموصدة في مخادعهم وسط صمت الليل وسكونه، وذهب بعضهم – كالعادة – إلى أنه مؤامرة غربية ضد هويتنا العربية والإسلامية، من خلال إباحة الخلوات المحرمة بين متسابقين جميعهم مراهقون.
تابعت بعض حلقات من كل النسخ وصولا إلى نسخة هذا العام، ليس متعة في المتابعة، ولكن من أجل معرفة حقيقة ما يدور حوله؛ ولاحظت أن نسخة هذا العام من "ستار أكاديمي" تجعلنا نطرح علامات استفهام حول سياسة البرنامج، وهل تحول من طابعه الأكاديمي، إلى موضة ملامسة الخطوط الحمراء للقيم؟!
في النسخ القديمة كانت مديرة الأكاديمية "الست رولا" شديدة الصرامة مع المتسابقين، وحازمة في تطبيق أنظمة الأكاديمية، لكن الملاحظ اليوم أنها أصبحت جدا متساهلة، ولم تعد مثلا تمنع الشباب من دخول "تواليت الصبايا" أو غرفهن والعكس! في النسخ القديمة لم تكن تلحظ أحدا من الشباب أو "الصبايا" يحضن الآخر بـ"عمق"! اليوم أصبحت حتى القبل متاحة! والمزعج أن تشاهد أحد المشاركين يقبل بحنان وغرام قدم حبيبته! وأخرى تبكي لأن ذلك هجرها إلى زميلة أخرى! بل أصبح غالبية المتسابقين يقضون أوقاتهم في أحاديث رومانسية، دون الاشتغال على تطبيق تمارين "الست ميري" وغيرها، أو ممارسة العزف على الآلات التي يجيدونها، فباستثناء مشاركين قلة، منهم السعودي عبدالعزيز الذي يمارس يوميا العزف على العود والغناء خارج الصف التعليمي؛ فإن الكل يعيشون حالات عجيبة من الهيام داخل "أكاديمية العشاق"! فهل انحرفت استراتيجية البرنامج يا "ست رولا"؟!