عن خفّة دمّ نجوم "ذا فويس": إضحك للكاميرا!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ينهض
صابر الرباعي من كرسيه مرة ومرتين وثلاثاً... يركض صوب المغني الهاوي
الباحث عن فرصة ليحتضنه بعد أن يدخل جدلاً مع عاصي عمن سبق الآخر في كبس
الزرّ، ليدور بكرسيّه، ويعطي وجهه للمغني الهاوي. تبتسم شيرين عبد الوهاب
بدلع، قبل أن تمدّ ذراعيها للمتسابقة المرتبكة في برنامج "ذا فويس"، في وقت
يتبارى عاصي الحلاني وكاظم الساهر على كسب ودّ الشابة الجزائرية، فينشدان
رضاها بشعر غزلي، وفي عيون كل منهما رجاء "اقبليني...". تعتذر الشابة من
عاصي الحلاني، وكفتاة ترفض من يحبها، تعتذر له، تجبر بخاطره أنها تعشق فنّه
ولكنها ستختار كاظم الساهر.
لا يبقى شيء على حاله في "ذا فويس"، يبدو
كاظم الساهر خارج ما عُرف عنه من مزاج صعب، بينما يتنافس عاصي الحلاني
وصابر الرباعي على لقب الأهضم والأكثر عفوية، وتمارس شيرين عبد الوهاب
الثقل على الثلاثة وعلى الهواة بآن معاً. تتأخّر في كبس زر الدوران، كما لو
أنها تريد أخذ دور الحاجز الأصعب وسط لجان التحكيم، على طريقة من سبقوها
في برامج الهواة على القناة ذاتها (علي جابر في برنامج "آرابز غوت تالنت"،
وحسن الشافعي في برنامج "أراب آيدول"). لكّنها سرعان ما تكتشف أن تلك
اللعبة، ليس مطلوبة هنا، بل ستجعلها خارج دائرة الضوء. وقد ضحك القيصر ورقص
صابر ونطق بالشعر عاصي... فسعت للحاق بمركب الفنانين الخفيفي الظلّ،
والمتواضعين، الذين تخلوا عن عروشهم طواعية، ليستجدوا قرب صوت جميل أعجبهم.
ترى كم يشبه النجوم الأربعة في "ذا فويس" أنفسهم بعيداً عن البرنامج وعن كاميراته وعيون ملايين الناس التي ترقبهم فيه؟
من
يعرف نجوم الغناء والتمثيل عن قرب، يعرف أن كثيراً من خفة الدم، والعفوية
والبساطة في "ذا فويس" ليس أكثر من جزء من صنعة العمل وبروتوكول الظهور
فيه. وقد تكون هي شرطاً من شروط عقود البرنامج التي وقّعوها مع "أم. بي.
سي."، والتي نعرف أنها كانت مغرية كفاية ليغادروا حفلاتهم ويجلسوا على كرسي
الحكم.
وربّما من الخفة والعفوية التي نراها في "ذا فويس" ما يبدو
مدفوعاً للواجهة، بقوة الغيرة الفنية والسعي لاستقطاب أضواء أكثر. قد تكون
كلّ هذه الاحتمالات غير دقيقة، ولكن لا يمكن لأحد أن يدّعي بأنّ النجوم
الأربعة يظهرون في "ذا فويس" من دون أقنعة ومن دون ادعاء.. خصوصاً أن
الحالة الملائكية التي يظهرون عليها في البرنامج، قد لا تشبههم بالضرورة في
الواقع. وهذا لا يعني أننا نبغي شيطنة هؤلاء النجوم، لكننا نحكي من موقع
العارف بأحكام النجومية وثقلها على روح صاحبها وتصرفاته وأحياناً مزاجه
وعقله.
في ظهور نجوم "ذا
فويس" الأربعة، ما تقتضيه شروط اللعبة. ولكن، رغم كلّ هذا، فإنّ تصرفاتهم
تسعدنا وتضحكنا وتبهج قلوبنا، ونحن نرى "نجومنا" خفيفي ظلّ على هذا النحو.
ولكن من المفضّل ألّا يُمني الجمهور نفسه بالصورة ذاتها للنجوم ذاتهم في
مكان خارج موقع "ذا فويس"، وبعيداً عن الكاميرات، حيث لا عقود تقول
ابتسموا، ولا كاميرات تقول لنا انتبهوا هؤلاء لا يبتسمون.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]