[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][color:1758=#A02727 !important]منذ ساعةفي احدي حلقات برنامج «تاراتاتا» والذي بثته قناه الحياه وكانت ضيفته الفنانه الكبيره الراحله وردة وكان معها الفنانه نوال الزغبي وديانا كرازون ورضا العبدالله، لم اصدق تواضع ورده وهي في صحبة عدد
من الاصوات التي تنتمي لاجيال مختلفه، هم كانوا يحيطون بها كمن يتاملون
ايقونه خالصه من الفن، وهي كانت تنظر لهم بحب وتواضع تغني معهم وتثني
عليهم، وعلي ادائهم، وكانت علي علم بما يقدم كل منهم من اغاني، وتدرك جيدا
الفرق بين جيلها وتلك الاجيال.
هذه
اللقطات التي استدعيتها سريعا بمجرد ان علمت بخبر رحيل المطربه العملاقه
ورده، وادركت ان اصحاب المواهب الحقيقيه هم الاكثر تواضعا، والاكثر تاملاً،
ورده لم تنظر لاحد من المطربين الشباب يوما من برج عاجي ولم تتعالي عليهم،
والعكس تماما هو الصحيح، فهي كانت تعرف ان الفنان الحقيقي هو من يستطيع ان
يستوعب تغيرات الزمن، ليس فقط علي مستوي الشكل والملامح، ولكن ايضا علي
مستوي تطور الموسيقي وشكل الكلمه واللحن، ومن هذا المنطلق تعاونت في
البومها الاخير «اللي ضاع من عمري» مع مروان خوري ومحمد يحي وخالد عز.
ورده
من مطربات الزمن الجميل عاصرت المواهب الكبيره وعملت وتعلمت منهم الكثير،
فهي كبرت في وسط جيل لن يعوض في الكتابه والتلحين والتوزيع، رحلت في هدوء،
تاركه مشوار غني وشديد الثراء من الالحان والكلمات غنتها بصوتها الذي من
الصعب تكراره، كما وصفه الموسيقار الكبير عبدالوهاب بانه صوت «يحمل الصهلله
والفرحه».
وكانت
الراحله في كل حواراتها تؤكد ان الفن بالنسبه لها يعني الهواء الذي تتنفسه
ولا تستطيع العيش بدونه، فهو يجري في دمائها، وكذلك التمثيل، وذلك منذ
اللحظه الاولي التي عرفت فيها طريق الغناء، والذي مارسته في بدايه مشوارها
دون احتراف، حيث كانت تغني اغاني لكبار المطربين في الوطن العربي،
ومنهم ام كلثوم واسمهان وعبدالحليم في ملهي «طام طام» الذي كان يملكه
والدها في باريس»، وكان يستقبل علي خشبته كبار المطربين العرب امثال فريد الأطرش وصباح وغيرهما. واعتادت ورده وهي صغيره استراق السمع لاولئك المطربين وهم يؤدون فقراتهم الغنائيه، وتزامنت هذه الفتره من حياتها مع الاستعمار الفرنسي للجزائر.
ودون
ان تدري تحول الملهي الليلي الي مركز للمقاومين ومخبا لاسلحتهم وعتادهم،
وكثيرا ما حملت تلك السيده العظيمه وهي لم تنفض عنها بعد غبار الطفوله
اسلحه ومنشورات في حقيبتها المدرسيه وهي لا تدري، ولكن سرعان ما امتدت يد
الخيانه الي المقاومة والمقاومين
بملهي والدها الوطني ليلقي بهم المستعمر في غياهب السجن، وتصبح ورده وحيده
بعد غياب والدها الذي كان يشغل منصبي الام والاب، ولما بلغت السادسه عشر
افرج عن والدها، وتم ترحيله عن فرنسا لتحط الانسه الصغيره الرحال ببلاد
المغرب لكن سرعان ما انتقلت واسرتها الصغيره الي موطن والدتها «لبنان»
وهناك عادت الي الغناء بـ«طانيوس» وهو احد اشهر الملاهي.
وفي ليله من الليالي كانت ورده كعادتها تطرب الحاضرين بصوتها البهي القوي، كان هناك جالس يرهف سمع اذنيه طربا لها، الموسيقار «محمد عبدالوهاب» الذي ابدي اعجابه بصوتها ودعاها للحضور الي مصر.
قدمت لمصر سنه 1960 بدعوه من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في اولي بطولاتها السينمائيه «ألمظ وعبده الحامولي» ليصبح فاتحه اقامتها المؤقته بالقاهره، وطلب رئيس مصر الاسبق جمال عبدالناصر ان يضاف لها مقطع في اوبريت «وطني الأكبر»، وبدا نجم ورده في الصعود كواحده من اجمل واقوي الأصوات العربية،
الي ان وقعت الازمه بعد انتشار شائعه تردد ان هناك علاقه جمعت ورده
بالمشير، وهي الواقعه التي اختلفت الروايات حولها، ولذلك صدر قرار بابعاد
ورده عن مصر، ولم تتوقف ورده عن حبها لمصر ورغبتها في العوده فهي مثلما
حققت شهرتها بمصر وقعت في غرام البلد واهله وناسه، ولم تياس، حتي عادت الي
مصر في السبعينيات، وانطلقت مسيرتها الغنائيه من جديد، بعد زواجها من
الملحن المبدع بليغ حمدي،
والذي قدمت معه مجموعه من اهم الالحان «العيون السود» و«مستحيل» «اكذب
عليك» و«في يوم وليله» و«حنين» وغيرها، حيث اعاد بليغ اكتشاف صوتها، وشكلا
معا ثنائيا فنيا رغم انفصالهما في عام 1979.
ولم
تنقطع علاقه بليغ الفنيه والشخصيه بورده حتي اواخر ايام حياته، حيث كان
بالنسبه لها قصه الحب الاكبر في حياتها والتي لم يكتب لها النجاح، وتعاونت
ورده ايضا مع كبار الملحنين حيث قدم كل واحد منهم صوتها بشخصيه مختلفه،
فورده مع بليغ كانت تختلف عن ورده مع سيد مكاوي او محمد عبدالوهاب او رياض السنباطي، رحلت ورده وسيبقي عبيرها عبر اغانيها التي تتنفسها مختلف الاجيال.