زيارة المرضى في رمضان

استحب الشّرع الشريف زيارة المرضى، والإطلاع على أحوالهم، والاطمئنان عليهم، وجعل ذلك من الأسباب الموجبة للجنّة فقال صلى الله عليه وسلم " من عاد مريضاً أو زار أخاً له في الله ناداه مناد ٍمن السماء أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"(رواه الترمذي) ولا ريب أنّ عيادة المريض توجد النشاط في نفس المريض، وترفع من معنوياته إلا أن لزيارة المرضى فوائد أخرى:
1- تذكّرنا بنعمة الصحة التي علينا أن نغتنمها في طاعة الله عز وجل، وأن لا نضيّعها فيما لا ينفع فقد جاء عن ابن عمر _رضي الله عنهما قوله: "وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك" رواه البخاري
2- التفكر في أسباب الإصابة بالأمراض، والتي ترجع في معظمها إلى الأنماط الغذائية غير المدروسة والعلمية وعدم وضع حد للتدخين، والتلوث قال صلى الله عليه وسلم ( لا ضرر ولا ضرار ) رواه أحمد وابن ماجة
3- لا ننسى أن من بين هؤلاء المرضى أناس كبار وأطفال صغار من الفقراء وخاصة عندما يكون المرض يحتاج إلى فحوصات مكلفة وتكاليف علاجية باهظة وشاقة بسبب ارتفاع الكلفة العلاجية لبعض الأمراض مثل مرضى السرطان الذين تكاليف علاجهم بمئات الألوف والذين لا يستطيع الكثير منهم تسديد تكاليف العلاج المكلفة، وقد أصدرت دائرة الإفتاء فتاوى تجيز بعد البحث والدراسة إعطاء مرضى السرطان الفقراء من مال الزكاة ومساعدتهم وتقديم المساعدة لهم, وكذلك الوقف عليهم والتبرع لهم امتثالا لنصوص الشريعة التي دعت المجتمعات الإسلامية إلى التكافل الاجتماعي وشرعت من التشريعات ما يحقق هذه الأغراض النبيلة، والشكر موصول أيضاً للقائمين على رعاية مركز الحسين للسرطان، لما يبذلونه من جهود رائعة في إدارة هذا الصرح العلمي في المنطقة، فهم يقومون بجهود مباركة لإنقاذ ورعاية المصابين بمرض السرطان ويقدمون برامج وقائية وأخرى علاجية للحد من مرض السرطان سيؤجرون عليها بإذن الله تعالى الذي بين في كتابه القرآن الكريم أنّ من ساهم في حياة إنسان فكأنما أحيا النّاس جميعا قال تعالى" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".(سورة المائدة :32) وهي دعوة لجميع شرائح المجتمع الأردني للوقوف صفّا واحداً في مواجهة هذا المرض العضال كلّ حسب استطاعته بالعلم والمال والتوعية والبرامج المدروسة والإيمان الصدق بأن الشفاء من الأمراض هو بتوفيق من الباري سبحانه وتعالى وما علينا إلا الأخذ بالأسباب قال رسول الله _صلى الله عليه الصلاة والسلام _:"تداووا عباد الله فإن الله لم يُنزل داءً إلا وانزل معه شفاء إلا الموت والهرم" رواه أحمد.

تهنئة عطرة مني لجميع الأمة الإسلامية بمناسبة الشهر الفضيل وكل عام وأنتم إلى الله أقرب .