[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عمرو دياب يسير على خطي تامر حسني.. وتامر حسني يضع عمرو دياب مثالا أمامه ثم يسير ويقلده.. هذا باختصار التوصيف الأمثل لحالة نجمي الغناء المصريين.. في البداية كان كل منهما يصارع الآخر من أجل الاستحواذ على إعلانات شركات المياه الغازية وعلى الجوائز العالمية الكبرى والتي ثبت فيما بعد انها مشتراة.
لكن الآن كل منهما أصبح في موقف لا يحسد عليه، فتامر بدوره أصبح يلقب بالمطرب "المطرود" بعد واقعة طرده الشهيرة من ميدان التحرير على خلفية تأييده الأعمى للنظام المصري السابق وهجومه على المظاهرين، وهو الآن يحاول ان يكسب ود الجمهور مرة اخرى بلا جدوى حيث يمطرهم بعشرات الاغاني الوطنية ويقوم بحملات انسانية بل شارك في تنظيف بعض الشوارع ليثبت وطنيته وكل هذا دون جدوى فإسمه لازال يتصدر القائمة السوداء..
وإن كنا نعيب على تامر قلة وعيه وتهوره فهو في النهاية مطرب شاب وسنوات عمره تقريبا نصف سنوات عمر "الهضبة" وهو اللقب الذي يحلو لعشاق عمرو دياب أن ينادوه به..
عمرو دياب يحاول أن ينسي الجمهور التاريخ القريب عندما أطل قبل أقل من عام في حفل باستاد القاهرة ووجه وصلة من المدح والتبجيل لنجلي الرئيس السابق حسني مبارك علاء وجمال، وهو يقود الآن حملات وطنية منها "مصر بجد" يتبرع من خلالها بآلاف الجنيهات للأسر الفقيرة، ولتنمية بعض الأحياء المتواضعة، أيضا هنا يحاول أن يقولل للجمهور أنه معهم..
لكن هل سينسى الجمهور فعلا أن نجمهم الكبير هرب إلى لندن فور اندلاع تظاهرات 25 يناير؟ وهل سينسى أنه كان متواطئا بالصمت مع النظام السابق ولم يعلن رأيه صراحة في الثورة حتى الآن، خصوصا وأن حجة أن الفن يجب أن يكون بعيدا عن السياسة بطلت الآن لأن الأمر لم يعد سياسيا بل هو شأن وطني بحت..
عمرو دياب حاول مغازلة الجمهور وصنع أغنية على مقاسه تماما وليست على مقاس الوطن أو بحجم صورة شعبه المجيدة ولكنها كانت أغنية مائعة حاول فيها أيضا التنصل من الرأي الصريح. الأغنية حملت عنوان "مصر قالت" وهي تجربة خرجت باهتة ولم تلاق صدى لدى الجمهور لان الجمهور أصبح أكثر وعيا واستيعابا لما يجري من حوله وهو يحكم على مطربه هنا من منطلق رؤية وليس من فراغ ولذلك لم يتقبل أغنية عمرو لأنه شعر أنها خرجت فقط ليصلح بها عمرو ما بينه وبين الجمهور، أو بمعنى أدق ليشتري بها صمت الجمهور وهو ما لم يحدث.
عمرو دياب كثف في الفترة الأخيرة ظهوره في المناسبات الاجتماعية الخيرية، ولكنه امتنع تماما عن الادلاء بأي أحاديث صحفية خوفا من أن تكون تصريحاته وبالا عليه، واكتفى بالصمت. لكن السؤال ماذا سيفعل عمرو دياب بالدعوة التي وجهها له الشباب المغربي عندما طالبوه بالإعلان صراحة عن موقفه منهم وذلك في لقاءه المرتقب بمهرجان موازين، فهل سيعلن دياب دعمه لمطالب الشباب من النظام أم سيعيد الكرة من جديد ويتخذ موقفا مائعا مثلما فعل مع ثورة "25 يناير" التي قام بها أبناء وطنه؟