شذا حسون: هناك مراكز قوى ومنطق تسلطي في ساحة الفن

بيروت - 'القدس العربي': تعيش شذا حسون الفن بواقعيته ولا أحلام وردية ترافقها. تدرك أن الدرب صعب والمواجهات كثيرة جداً وهي لها بالمرصاد. ترفض الاستسلام لأن الناس اختاروها للغناء وستبقى عند حسن ظنهم.
بمناسبة إطلاقها أغنية 'شو في بينك وبينا' كان هذا الحوار:
* ما حال مواجهاتك مع الحياة والفن؟
* منذ لقائنا قبل أشهر تخطيت الكثير من المعوقات. وحتى يومنا هذا تعترضني صعوبات وتقف بمواجهتي أمور كثيرة، وانا لها بالمرصاد. أتابع مسيرتي التي اختارها الناس لي، كما أني وضعت نفسي في خضمها مختارة. لهذا ليس مطروحاً أن أتراجع أو أستسلم. أنا في نشاط كبير ودائم عنوانه التحضير للمستقبل. وهذا ما يثبت خطواتي ويرسخني في أذهان الناس وفي الإعلام.
* متى واجهك الواقع وابتعدت عن الأحلام؟
*الواقع رفيقي منذ البدايات. لو لم أعمل مباشرة لكان الحلم الوردي رفيقي حتى اللحظة، وربما كنت امتهنت ما هو مختلف عن الفن. تثبيت الذات يكون بالعمل. والعمل تعترضه معوقات كثيرة، منها أن القبول والحب ليس مطلوباً من جميع البشر للفنان، بل هناك من سوف يسبون الفنان أو يحبونه، وآخرون يطمعون به. وثمة فئة تطرح معادلات منها أن العمل يفرض عليك أن تكوني معنا أو تكوني ضدنا. أن نكون مع هؤلاء مسألة تفيدنا أحياناً، إذا كنا نتمتع بقدرة المسايرة من دون خسارة المبادئ.
* 'يا معنا يا ضدنا' منطق تسلطي في ساحة الفن فمن يقوم به؟
*هم منتجون وفنانون. ثمة ممثلون لهم دور البطولة وآخرون لهم دور الكومبارس. بعد الانتهاء من إزعاجات الكومبارس التي لم تكن تتميز بالكثير من الذكاء، تطالعنا حالياً إزعاجات مراكز القوى.
* هل أنت بمواجهة حالياً مع مراكز القوى؟
*لست أنا من يواجههم. هم وضعوا ذاتهم بمواجهة معي. شخصياً لست بوارد المواجهة مع أحد.
* من يحكم على شذا حسون بهذه المواجهة ؟
*طالما أنا موجودة وفاعلة ولي اسم له قوة في الأقنية التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى، والذين يحبونني في ازدياد، هناك من يضعني في باله. والهدف إما الانضمام للمجموعة، وإلا الحرب والمواجهة.
* لنتحدث بوضوح ما هي أشكال الحرب؟
*هي في المقاطعة في بعض البرامج ومن بعض التلفزيونات والإذاعات.
* لكنك دائمة التنقل على الأقنية التلفزيونية؟
*هي لها مصلحة معي وأنا لي مصلحة معها. حتى أل بي سي لي معها مصلحة، ومن مصلحتي أن أكون على شاشتها. فهي شاشة كبيرة وتخرجت من خلالها وهي التي قدمتني للناس.
* رغم كل المعوقات هل أنت على تصالح مع الذات؟
*جداً. والحمدلله إني أعيش بأمان، وأبحث عن الإطمئنان. تصالحي مع ذاتي كلّي وكامل، لكني لست دائمة الاطمئنان، وإن شعرت بالاطمئنان سوف أتوقف عن العمل وأتكاسل. لا أحب التكاسل في عملي. زمن التكاسل لم يحن ولست من المرحبين به. ربما عندما أشعر بنفسي قد وصلت إلى بر الأمان يمكنني أن أتكاسل لزمن قصير.
* ماذا يعني لك لقب سندريلا الرافدين الذي أطلقه عليك الشاعر كريم العراقي؟
*لقب أحببته جداً وثبته كما قلت له على الهواء مباشرة وبكل حب وفرح. فقد اتصل الشاعر كريم العراقي عندما كنت على الهواء مباشرة من إذاعة بحرين أف أم وأطلق اللقب. وهو لقب جميل جداً أفتخر به لكونه يعبر عن انتمائي الداخلي وحبي لبلدي ووطني العراق.
* 'شو في بينك وبينها' جديدك لهذا الصيف فيها شبه شجار مع الحبيب؟
*الأغنية من كلمات منير بوعساف وألحان وتوزيع جان ماري رياشي. هي تشكل مزيجاً موسيقياً بين الشرقي والغربي. موضوعها قريب مني. أغنية تمنح للمرأة المتصالحة مع ذاتها كبرياءها الضروري، وأنا من النوع الذي يحب المرأة في حالة انتصار وليس انكسارا. جو بوعيد أظهر في إخراجه هذه الحالة الحلوة من الغيرة التي تحصل بين أي حبيبين. في هذه الأغنية والفيديو كليب تمكنت من تقديم المرأة القادرة على القيام بأي عمل بهدف استعادة حبيبها وكبريائها أمام كافة البشر. الضحكة الأخيرة في الفيديو كليب شكلت دليلاً على انتصار المرأة.
* هل تفكرين بالأغنية الصالحة للمسرح والأخرى الصالحة للسماع فقط؟
*طبيعي جداً ومنطقي أن يفكر الفنان بهذا الاتجاه. 'شو في بينك وبينها' هي أغنية صيف ومطاعم واحتفالات. لأول مرة أقدم هذا النوع الاجتماعي من الغناء. كما أنها أغنية تتضمن الحركة والإيقاع السريع. ولا ننسى الموضوع الجديد بحد ذاته. كل هذه المميزات جعلتني أختار هذه الأغنية.
* 'شو في بينك وبينها' هو تعبير يتردد على لسان الكثير من النساء؟
*وتصديقاً لقولك الأغنية بعد أيام من بثها أصبحت محط كلام. والجميع سأل هل سمعت 'شو في بينك وبينها'؟ كل أغنية تحتاج لوقت لتصبح سارية المفعول بين الناس. على سبيل المثال أغنية 'وعد عرقوب' أحبها الناس بعد حوالى الشهر على بثها. لكن 'شو في' كان صداها سريعاً إلى حد ما. طموح الفنان أن يردد أكبر عدد من الناس أغانيه.
* 'لو ألف مرة' أغنية جمعتك الصيف الماضي بالموسيقار ملحم بركات. هل حملك هذا اللقاء إلى أماكن مختلفة؟
*اللقاء مع الموسيقار ملحم بركات هو شهادة منه لصوتي. ولا شك هو تعاون يبعث على السعادة.
* هل يمكن أن يتكرر اللقاء؟
* ليس لدي إجابة عن هذا الموضوع لننتظر النتائج في المقبل من الأيام.
* كيف تنظر شذا حسون إلى سنوات احترافها القليلة وكم كانت مفيدة كتجربة؟
*العمر الزمني لهذا الاحتراف ثلاث سنوات قطعت خلالها أشواطاً كبيرة. والأهم في هذه السنوات أن كافة الأغنيات التي اخترتها وقدمتها للمحبين كانت لها مكانتها في قلوبهم. وكل من هذه الأغنيات نالت نجاحها والوقت الذي تحتاجه لترسخ في الأذهان.
* ماذا عن هويتك الفنية؟
* دائماً يطرح عليّ هذا السؤال: لماذا لا تركزين على هوية واحدة في الغناء. جوابي هو اني قادرة على تقديم كل أنواع الغناء من الكلاسيكي، الإيقاعي، الشعبي، البدوي، العراقي، الخليجي واللبناني. وقريباً سوف أغني المغربي. اللهجات بالنسبة لي ليست المشكلة فبإمكاني إتقانها، ما يهمني هو التنوع في الايقاعات التي أقدمها. هذا الدرب تعلمناه من الكبار عبد الحليم حافظ، السيدة فيروز، والسيدة صباح التي غنت اللبناني والمصري والخليجي.
* استضافتك قناة ARTE الأوروبية هل هي بداياتك نحو الإطلالة من الإعلام العالمي؟
*لدى انطلاقتي كانت لي إطلالات مماثلة عبر الإعلام العالمي. الآن أرادت قناة ARTE تسليط الضوء على مسيرة الثلاث سنوات من عمري الفني. كان لقاء جيداً وتم التصوير في أماكن متعددة في لبنان منها جبيل. كان حواراً تناول العراق والعراقيين، كوني أول فتاة عراقية تفوز ببرنامج ستار أكاديمي، كما أني أول فتاة في البرنامج ككل على مدى سنواته السبع والآخرون من الشباب.
* هل تعتبرين غناءك في بغداد جرأة؟
* هذا أقل ما يمكنني تقديمه لبلدي وللشعب العراقي الذي دعمني ولا يزال وهو الحضور على أرضه وتقديم حفل لشعبه. أنتمي لبلدي بكل حب، وأهتم بأن يكون شعب العراق سعيداً وفرحاً بي كمواطنة أمثله. ولم أشعر مطلقاً بأن زيارة مواطن لموطنه مسألة جرأة. شعرت بأن قراري كان مهماً فقط عندما عدت إلى بيروت. عندما أخذت القرار بالذهاب لم أفكر مرتين. هي كانت زيارتي الأولى لبغداد شاهدت بلدي وأعمامي وأقاربي، وفرحت جداً بلقاء العراقيين.
* ومتى ستكون الزيارة التالية إلى بغداد؟
* زرت أربيل وغنيت ثلاث مرات هناك وقريباً سأكون في بغداد. كانت الزيارة مقررة قريباً من زمن الانتخابات وتم الرأي على تأجيلها ولم نعد بعد للبحث في التوقيت جديد نظراً للواقع الأمني.
* هل أعجبك صوت رحمة المواطنة العراقية التي وصلت الى نهائيات ستار أكاديمي؟
* في الحقيقة لم أتابع البرنامج كثيراً لكن الصحافة حكت عن رحمة كثيراً. وبالتأكيد دعمتها. رحمة إنسانة مهضومة كما يقول اللبنانيون. دمها خفيف. كان لحضورها حركة جميلة جداً في ستار أكاديمي. أتمنى لها كل التوفيق. وكنت أتمنى لو ركزت كفاية على الفن وعلى كونها ممثلة للشعب العراقي. هي وصلت لمرحلة جيدة جداً، ومن ضمن أصوات رائعة جداً. أتمنى لها التوفيق بلقب أو بدونه. المهم أن تجتهد حتى تصل.

thxxx

ميرررررررررررررررسي

شكــــــرا لج