حصريا جريدة البعث السورية تكتب عن ناصيف و زينة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد سبع سنوات من عمر برنامج «ستار أكاديمي»، لا يزال يثير تساؤلات عديدة تتعلق بما وراء أهدافه المعلنة التي تتمثل باكتشاف الأصوات الواعدة في مجال الغناء، في حين يتحدث مختصون وعارفون عن نقائض تلك الأهداف التي بات يستشعرها المواطن العربي، خاصة وأن العديد من شباننا السوريين يشاركون فيه سنوياً، وقد أثبتوا حضوراً فنياً لافتاً، لكن ذلك الحضور فقد قيمته الاعتبارية والإنسانية بسبب تناقض العرض الرئيسي للبرنامج (مساء الجمعة) مع اليوميات التي تبث في الأيام العادية، حيث تستعرض كاميرات في كل أرجاء الأكاديمية، الحياة الخاصة للطلبة في الممرات وقاعات الدرس والحمامات وغرف النوم والخلوات وعلى السلالم، كما تعرض تفاصيل وأحاديث وسلوكيات تندرج وفق مفهوم دأبت بعض الفضائيات الغربية والأمريكية على تسميته بـ «تلفزيون الواقع» الذي يبيح المحذورات والمحظورات على حد سواء، وتشجيع الطلبة على التماهي في خوض العلاقات العاطفية بعيداً عن رقابة الأهل، حيث الأحضان والقبل ونوم البعض على أرجل زملائهم وتأجج مشاعر الغيرة والحسد، والقبول بالرحلات الثنائية الخاصة على مبدا «أمير وأميرة» تحت شعار الحميمية في علاقات الزمالة والصداقة! أوالإيهام بوجود علاقة حب.

في «ستار أكاديمي 7» لهذا العام، استقطب المشتركون السوريون في البرنامج : ناصيف زيتون - زينة أفتيموس- ميرال اهتمام المشاهدين، والأخيرة خرجت نهائياً من المسابقة، فيما أنقذ الجمهور العربي الشابة زينة من الخروج مرة، بعد أن منحها أعلى نسبة من التصويت في تاريخ الأكاديمية 67٪ عبر رسائل SMS أو الاتصال المباشر، ثم خرجت هي الأخرى، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن هؤلاء الشباب هم أفضل المشاركين.

ناصيف وزينة هم طلاب سنة ثانية في المعهد العالي للموسيقا بدمشق، الأول يدرس غناء شرقي ويمتلك صوتاً جميلاًِ، أما الثانية فهي تدرس الغناء الكلاسيكي، وتدرسهما أصول الغناء الأستاذة لبانة قنطار - مغنية الأوبرا المعروفة.
وصوت زينة أفتيموس هو سوبرانو - ليريك (غنائي)

تقول الفنانة والأستاذة لبانة قنطار إنها فوجئت بمشاركة ناصيف، ولم تفاجأ بمشاركة زينة، لأن الثانية كانت أميل منذ البداية إلى الرغبة في الظهور السريع وخوض سباق مع الزمن من أجل الشهرة والأضواء، لأن مشاركتهما في البرنامج استدعت منهما تأجيل الدراسة في السنة الثانية، بالمعهد العالي للموسيقا بدمشق إلى العام القادم.

الفنانة قنطار وأساتذة آخرون في المعهد العالي للموسيقا، لفت نظرهم حجم المبالغ المرصودة لهذا البرنامج الذي يثير حماسة الشباب الذين يريدون اختزال المسافات المؤدية إلى الشهرة والمال معاً، وقالوا إنه طموح مبرر إذا ما اعتبرنا أن الظهور في البرنامج يمثل فرصة نادرة تعتمد المعايير الفنية.. والفنية فقط في اختيار المتسابقين، لكن اللافت للنظر والقول مازال للفنانة قنطار أن البرنامج أبعد ما يكون عن تلك المعايير التي تعتبر جودة الصوت وجماله وحضوره يأتي في مراتب لاحقة، وهو ما دفعني كمختصة إلى التساؤل عن المواصفات الأخرى التي يتطلب حضورها في المتسابق، والتي فيما يبدو أنها تنحصر أولاً في التأثير والحضور الشخصي، وجمال الشكل، والمرونة الاجتماعية التي يتمتع بها الشخص، وقدرته على «النط» وقبول ما لا يقبله آخرون، وتحديداً أن يكون عرضة لأضواء الكاميرات 24 ساعة/24 ساعة، وهي مواصفات تطلق نجماً «Star»، لكنها نجومية بعيدة عن المفهوم الأكاديمي للفن.. والشيء الثابت والأكيد لنا أن ثمة فجوة كبيرة بين مفهومي العنوان «ستار .. أكاديمي»!!

تضيف السيدة قنطار: صحيح أن الأساتذة الذين يستخدمهم البرنامج هم أساتذة كبار كأسامة الرحباني وميري وغيرهم، لكن ما الذي يفعله أستاذ كبير مع متسابق نصف موهوب بلا ثقافة فنية، ولا يعرف ماذا يريد بالضبط، هنا ينطبق المثل على هذه الحالة «ليس بإمكانك أن تصنع شيئاً من لا شيء».. إن تمارين الصوت والأداء والوقوف على المسرح والملاحظات الفنية ممتازة، لكنها تُمنح لطلبة أو لمشاركين لا يمتلكون مؤهلات فهمها أكاديمياً، لذا أقول إن عمل الأساتذة المحترفين هؤلاء يشبه شخصاً ينحت شكلاً في الماء!.

تضيف السيدة قنطار.. بأنها غير مسرورة تماماً من مشاركة طلبتها في هذا البرنامج لأن مشاركتهم في حفلات غناء متعددة الأنواع يعني استعدادهم للظهور أكبر من استعدادهم للتطور، وهذا يعني أنهم اختاروا الطريق الأقصر.

من يتابع المواقع العربية على الانترنت، تلك التي تهتم ولأغراض متعددة بالنجوم الشباب المشاركين في ستار أكاديمي، يرى نمطاً مختلفاً من التنافس بين مؤيدين ومعارضين لهذا أو لهذه أو لتلك، حيث يصل الأمر إلى حد المس بالكرامة الشخصية للأفراد والمتسابقين وعوائلهم.. مع الأسف الشديد. ولأن تلك المواقع لا تخضع لرقابة من أي نوع، فإن صوراً فضائحية تنشر بعد أن يتم اصطيادها أو شراؤها أو توزيعها مجاناً، تظهر شبابنا في لحظات تجلٍّ خاصة، تتيح للجميع تفسيرها كلّ على هواه.

وإذن، فإن هؤلاء المختصين يرون في ما وراء كواليس البرنامج أهدافاً غير نزيهة ، حيث يتساءل البعض إذا كانت أصوات الجمهور العربي قد أنقذت أكثر من ذي مرة متسابقة، لا تمتلك مؤهلات فنية للاستمرار بعد انقضاء أكثر من نصف عمر البرنامج الافتراضي، فإن ثمة دوافع أخرى، أجاب عنها شخص يعمل في كواليس البرنامج عندما سأله مختص بالغناء عن أسباب تمسك البرنامج بتمرير أصوات غير جميلة وغير مقنعة في برنامج فني له حضور جماهيري، أجابه جواباً شافياً ! يدلل على غايات أخرى عندما قال: أنت تهتم بالصوت، ونحن نهتم بالعوائد المالية والرعاية (السبونسر) من شركات الهاتف النقال العربية والعالمية!.

تُعلّق الأستاذة لبانة قنطار على بعض ما قاله هذا المختص في حواره مع أحد مسؤولي تلك البرامج بالقول: إنها تتفهم، وتعذر شبابنا بسبب رغبتهم واندفاعهم للمشاركة في البرنامج، لأنه لا توجد لدينا مؤسسات ثقافية فنية حقيقية رصينة تتبنى مواهبهم، فبعد التخرج سيعلقون شهاداتهم على الحائط، ويتوجهون صوب فرصة ممكنة، تحقق لهم ذواتهم، على الرغم من أن هذه البرامج مستنسخة بطريقة مشوهة عن برامج غربية، مع أن النسخ الأصلية فيها مصداقية أكبر من برامجنا، ذلك أنهم يمتلكون أرضية صلبة فنياً، ومتوازنة، تقدم أفضل الموجود، وتتيح للمتسابقين تقديم ما يريدونه وما يفضلونه، وأساتذة لا يطلقون آراءهم جزافاً، أما نحن فما زلنا وعبر ستار أكاديمي نقدم ما هو بات مرفوضاً في الغرب، وأعني الأسلوب الفضائحي عبر تلفزيون الواقع وما زلنا نقدم الأغنية الشائعة المحبوبة المعاصرة.. كما نقدم الأغنية الخفيفة والمنسية أحياناً بينما في الغرب يتاح للطالب أو المتسابق تقديم أعمال لغيره وأخرى من تأليفه لحناً وكلمة وأداءً.

تختتم الأستاذة قنطار رئيسة قسم الغناء في المعهد العالي للموسيقا، بأمنيات تهديها لطلبتها ناصيف وزينة بالقول: أتمنى لناصيف أن تكون مشاركته بهذا البرنامج فرصة لصناعة اسم له... وألاّ يكون مجرد رقم من عشرات ومئات الأرقام لشباب مرّوا عبر سنوات عمر البرنامج والتي تقوم شركات الإنتاج فيما بعد باستغلالهم تجارياً، حيث تفرض عليهم اللحن والكلمة والملابس والحركة.

أما بالنسبة لزينة.. فأعتقد أنها حققت عبر هذا البرنامج بعضاً من رغباتها وما طمحت إليه، وهذا أمر إيجابي سيفيدها على المدى البعيد.. وأتمنى أن يشكل لها نوعاً من إعادة الحسابات!.
عبد الكريم العبيدي

منقوووول من جريدة البعث السورية الصادرة في عدد اليوم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكراً على المرورر

يسلمواااااااااااا

merciii 3ala roudoud